هذا الكتاب
عيال صقور ما تبور

‏الصقر عند العرب- منذ الجاهلية وما بعد الإسلام وحتى اليوم- هو رمز للشجاعة والكرامة والفخر والقوة وعزة النفس، وكذا الحال بالنسبة لأهل الخليج عموماً حتى قال قائلهم : نادر حرار ما يصيد إلا سمين وثمين لي هد ما تفرد طيور الجو جنحانها

فالعرب يشبهون الرجل القوي الكريم عزيز النفس بالصقر، ومن ذلك قولهم (صقر قريش)، وعلى مستوى الدول والحكومات نجد أن كثيراً من الدول العربية جعلت الصقر شعاراً لها.

وكم سمعت من صديقاتي و قريباتي كلمة أمهاتهن لهن حين كن يشتكين من الحركة الزائدة لأبنائهن فتبادر أمهاتهن بالقول لهن “صبري عليهم عيالك يا يمه ترا عيال صقور ما تبور ” فالامهات بهذه العبارة يصبرن بناتهن على تربية أولادهن لأن أولادهن في النهاية سيصبحون مثل ابائهم ف(عيال الصقور ما تبور)، كناية على تشبيه الأجداد والآباء بـ (الصقور)، والتأكيد على أن أبناء هؤلاء الصقور ما يخيبون (ما تبور)، وفي ذلك تأكيد على أن (من شابه أباه فما ظلم)، فضلاً عن استخدام مفردة عميقة المعاني عظيمة الدلالة وهي (ما تبور)، والبوار هو الخسران المبين وهو الفساد والكساد فالبوار هو الخسران كما في قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)سورة فاطر.

وقوله (يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ) : أي يرجون بفعلهم ذلك تجارة لن تكسد ولن تهلك، من قولهم: بارت السوق إذا كسدت.

وجاء البوار بمعنى عدم الخير في النفس في قوله تعالى: بَلْ ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَنقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَىٰ أَهْلِيهِمْ أَبَدًا وَزُيِّنَ ذَٰلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنتُمْ قَوْمًا بُورًا (12)سورة الفتح.
ففي قوله تعالى (وَكُنْتُمْ قَوْمًا بُورًا) : أي كنتم قوما هَلْكى لا يصلحون لشيء من خير.

وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم: “إن لهذا القرآن شرة، وللناس عنه فترة، فمن كانت فترته إلى القصد فنعما هي، ومن كانت فترته إلى الأعراض فأولئك هم قوم بور”. أي هم قوم فاسدون.

من هنا فإن قول : (عيال الصقور ما تبور) ينطوي على فخر وإعزاز بالآباء والأجداد، وتوصيفهم بالصقور لما في الصقر من مزايا القوة وعزة النفس والكرامة والإباء، وبذات الوقت هو تحميل مسؤولية للأبناء والأحفاد وتذكيرهم بأنهم أبناء رجال شُم أخيار، عليهم التمسك بقيم الأولين والسير على خُطاهم، وفي ذلك ابتعاد عن مظان البوار الذي لا يشبههم.

‎#تميم_بن_حمد
‎#عيال_صقور_ماتبور
‎#ذرية_بعضها_من_بعض
‎#السليطي